كلابشات

بدر عياد يكتب: الواعظ شاكوش “فيروس المهرجانات” يهاجم مستخدمي التيك توك

 

كنا علي الدرب دوما سيفا علي رقاب الفاسدين ودرعا للمظلومين ومحاربين أسود في ساحات القتال ، كان لنا الأسبقية في مهاجمة ما يطلق عليه أغاني المهرجانات، نظرا لما ترتب عليه من إهدار وتدمير لقيم ومبأدي مجتمعنا الشرقي وأخلاقنا التي توارثناها من أبائنا وأجدادنا وثوابتنا التي نؤمن بها من ديننا الحنيف.

فوجئت منذ أيام قليلة بانتشار مقطع فيديو لمؤدي المهرجانات “حسن شاكوش” وهو يهاجم بشراسة رواد ومستخدمي موقع التواصل الاجتماعي “تيك توك”، في مشهد غريب يصور فيها الجلاد نفسه وكأنه هو الضحية، وليس هو من تسبب في انتشار الورم السرطاني الخبيث أو ما يدعي” المهرجانات”، بل كان هو “فيروس المهرجانات” والسبب الرئيسي في نقله وتفشيه في المجتمع المصري، مساهما بشكل كبير في تدهور وتدني أخلاق الأجيال الجديدة.

والأغرب من ذلك بأنه قد دعي مستخدمي “التيك توك” لتقديم محتوي هادف ومفيد للمجتمع والبحث عن عمل ايجابي يفيد الآخرين، شاكوش الذي قدم ‏أغاني تحوي كلمات وصفت بالبذيرة مثل “حشيش وخمر”، أصبح  اليوم واعظا يعطي الدروس والنصائح.. كيف تخرج علينا “ياشاكوش” لتعطي لنا الدروس والحكم والمواعظ ؟ ؟ ، الإ تخجل من أنك كنت أحد أسباب إنحدار أخلاق هؤلاء الشباب والفتيات، فما تقدمه من أعاني هابطة “مهرجانات” أصبح موضة الشباب في الرقص والخلاعة والتعري والفجور، كان أولي بك أن تخرج علينا لتقول لن أودي مثل هذه البذئات، التي تسببت في تدمير الذوق العام، وضربت الفن الراقي الجميل في مقتل، وبسبك انت وأمثالك أصبح نجومنا الكبار أمثال الحجار والحلو وصالح وشاكر من حزب الكنبة، لا نراهم أو نسمع فنهم إلا في المناسبات .

كان لنا الأسبقية في محاربة هذا الورم السرطاني الخبيث” المهرجانات” فقد طالبنا  مرارا وتكرار بحظرهم ووقف هذه البذائة والكلمات العفنة، فاستجاب نقيب الموسيقيين الأسبق هاني شاكر، بسرعة البرق وأوقف فئات كبيرة من مؤديين “أغاني المهرجانات” بعد متابعة وتحقيقات علي المحتوي الذي يقدموه، وبالفعل قدمت شكري وثنائي علي هذا القرار البطولي والأسطوري من وجهة نظري، والذي يؤيدني فيها عدد كبير من محبي الفن الهادف الراقي الذي يحمل رسالة ومعني.

وأوجه حديثي لينتبه من يخصه الأمر:  “من بدء بالمهرجانات لا ينتقد من ‏رقص عليها.. ومن بدء بالضربات لا يضحك علي من ‏بكي ‏منه “..، مؤدي المهرجانات في الأفراح والحفلات والسهر علي ‏الكافيهات واكل ‏المكسرات وركوب السيارات… فكم كنت يازمان عجيب وكم كانت ياشكوش غير صادق أمين”  ، ينتقد شباب تبحث عن آمال بسيطة للوصول إلي الشهرة وطموح الاستقرار قد تصيب أو تخطأ  فيما تقدمه، ولكن لا يجب أن نكون سيفا علي رقابهم، بل ناصحين لهم وموجهين للمحتوي الذي يقدموه، فالمنع لن يحل شئ، وإنما وضع ضوابط وأسس للمسموح به هو حل قد يكون مفيد في الوقت الحالي .

فهذا مبدئنا سنظل نحترم القانون ونموت من أجل الدفاع عن الحق لا نبحث عن عاهرات أو نبيع الرجال من اجل النساء ، ولن يتغير مهما كانت الضغوط أو الإغراءات حتي لو وصلنا إلي ساحة المحاكم وقضبان السجون لن تراجع ولو قيد أنملة، فالوقوف علي مسافة واحدة هو ركن أساسي نؤمن به لا نفرق بين هذا وذلك، فالجميع سواسية في النقد الايجابي والسلبي في صاحبة الجلالة.

 

زر الذهاب إلى الأعلى