“سأخبر الله بكل شيء”.. مجموعة قصصية تتناول سلبيات المجتمع ومشاكله
عرب كوول
ماذا لو أدرك الإنسان خطيئة نفسه قبل أن يرتكبها؟، وماذا لو أدرك المحكوم حقيقة أنه شريكٌ للحاكم في إدارة شئون تلك الأرض التي يعيشون عليها؟، وماذا سيحدث إذا ما فهم الطرفان أنهما مسئولون عن ما يحدث فيما بينهما؟، هل كان حال الرعية تغير للأفضل”، أم أنهم سيعيشون نفس معاناة اليوم؟، مجموعة من التساؤلات حاول الكاتب الصحفي محمد عبد السلام مؤسس المؤسسة المصرية لتبسيط العلوم، ورئيس المجلس التنفيذي لمجلة “إيجيبشيان جيوغرافيك”، الإجابة عليها في أولي مجموعاته القصصية “سأخبر الله بكل شيء”، الصادرة عن دار أطلس للنشر والتوزيع، ويشارك بها في معرض القاهرة الدولي للكتاب 2020.
“عندما يكتشف الإنسان حقيقة نفسه بنفسه.. هيهات هيهات أن يضل السبيل”، تلك هي الحقيقة التي توصلت إلية المجموعة القصصية “سأخبر الله بكل شيء” فطيلة تسعة عشر قصة مختلفة، بدءً من القصة الرئيسية شهريار القرن الواحد والعشرين، وثمانية عشرة قصة أخري، هناك فكرة محددة يرغب الكاتب في توضيحها، وهي أن إدراك الخطيئة قبل وقوعها سيجنب الإنسان الكثير من الكوارث، وساء في حياته أو حتي بعد مماته.
في المجموعة القصصية، والتي تقع في 180 صفحة، أثبت الكاتب أن جميع خيبات الأمل التي تعرض لها الإنسان كانت بمحض إرادته، ودائمًا ما يسعى إليها، فيرتكب الخطيئة تلو الأخرى، ظنًا منه أنه يحقق مصالحه، حتي يكتشف بعد فوات الأوان أنه ظن من النوع الأثيم، وأنه قد قضي علي نفسه بنفسه.
“رسالة تاج الدين”.. واحدة من القصص القصيرة التي عاني منها الإنسان قرنًا من الزمان، قدم جزء من نفسه لصالح وطن حلم أن يعوضه نظير تضحيته ولكنه أيضًا وبعد فوات الأوان يدرك أنه ظن من النوع الأثيم، دون رسالة تتناقلها الأجيال، رسالة جد وصلت إلي حفيد لا يملك من الأمر شيئًا، سوي أنه تعهد أمام قبر سيده أنه سيُبلغ تلك الرسالة لأبنائه وأحفاده، فقد ينجحوا فيما عجز هو عن تنفيذه.
جميع من خط بالقلم تحدث عن الإرهاب الذي يضرب أمتنا هذه الأيام، كتبوا عن الدمار الذي لحقنا منه، وعن الضحايا الذين يتساقطون هنا وهناك، ولكن أي منهم لم يضع نفسه موضوع ذلك الرجل الذي قرر ان ينهي حياته طاعة لشخص أقنعه بأنه رسول للإله، فعقد في قصة “مولانا الإمام” مقارنه بين ثلاثة أشخاص ينتمون للأديان السماوية، قرروا ان ينساقوا وراء أطماعة طمعًا في رضائه ورضاء الإله.
وقد صًدر للكاتب محمد عبد السلام من قبل روايتين، وهما “الموت علي باب الحياة” في 2011، و”شاهد قبره” في 2014، بالإضافة إلي أربعة كُتب أخري، وهي: “جعلوني كافرًا” في 2013، وموسوعة “114 نوبل.. شيء من العنصرية” في 2015، وموسوعة “محكمة الرب” في 2018، و”الحرب في زمن التغريدات” في 2019.