بدر عياد يكتب: أقلامنا لا تخشي أحد ومن مصادر موثوقة.. ومريضة مستشفي الهرم المزعم موتها بسبب فوطة حية ترزق

مما لاشك فيه أن تحقيق العدالة ليس بالضرورة تطبيق القانون بحذافيرها، إنما هناك مقاييس آخري يحكمه الدهاء والبراعة في البحث عن كل صغيرة وكبيرة من شأنه الكشف عن باطن الأمور ، لا نكتفي ها نحن صحفيين التحقيقات الاستقصائية بالمعلومة التي تأتي إلينا بل نبحث ونقيس مدي صدقه من عدمه، كما أننا ونحاور الكل ونأتي بالمجهول ونستدعي الجميع نعتمد علي أدق التفاصيل ونوظف هذا وذاك ، ومصادر متنوعة لنصرة المريض، ونتغلغل في دهاليز وخفايا لا يراها الكثيرين.
هكذا نحي ونعيش في صاحبة الجلالة، وسنظل أقلام لا تعرف المستحيل، أن مسئوليتنا لا تتمثل فقط في كشف المستور، وإنما لشن الهجوم ومطاردات رؤوس فاسدين ومقصرين قد حان وقت قطعها ، لكن واجبنا الذي فرضتها علينا صاحبة الجلالة وأجراس ضمائرنا هو الذود والدفاع والتصدي لكافة المؤامرات التي يحيكها أعداء النجاح وخفافيش الغل والطغيان.
ومن هناء قد ذهبنا محلقين بأقلام لا تعرف الخوف من سيف مسئولين أو التراجع عن طريق المجتهدين هذا عهدنا لكم متي أحيانا الله وأمدنا في العمر، نحقق ونرصد كما عودناكم .
انتشر في الآونة الأخيرة علي مواقع التواصل الاجتماعي من إدعاء أحد الأشخاص بأن مريضه” ن- م ع” 28 سنه، قامت بإجراء جراحة مرارة بمستشفي الهرم بواسطة الدكتور د. احمد متولي استشاري الجراحة العامة بمستشفى الهرم، وعلي أثر ذلك عانت الآلام شديدة بالبطن بعدها بأيام، مدعيا بأن سبب ذلك وجود فوطه داخل البطن، وزاعما بأنها توفت نهاية الأمر، وكذلك إدعاء وجود طبيب يدعي “سعيد” ولديه العديد من المخالفات الجسيمة في منصب نائب مدير مستشفي الهرم .
فواجبنا كما عرضنا صاحب المشكلة بكل حيادية وأمانة أن نعرض الطرف الأخر، فأكد لنا الدكتور خليل منصور مدير مستشفي الهرم، بأنه لا صحة لواقعة وفاة مريضة بسبب التهابات حادة نجمة عن وجود فوطة داخل بطن المريضة، كما نفي وجود طبيب يدعي سعيد في منصب نائب مدير مستشفي الهرم، كما أمر علي الفور باستدعاء الطبيب المعالج الدكتور د. احمد متولي استشاري الجراحة العامة بمستشفى الهرم، والذي يعد أحد امهر الأطباء ومن القلائل المعدودين في طب الجراحة، وقد التقينا به في حوار صحفي ليشرح لنا الواقعة بالتفصيل .
قال الدكتور أحمد متولي: “حضرت المريضة نورهان محمد المستشفى فى شهر ديسمبر وهي تعاني من آلام حادة بالبطن بعد إجراء جراحة استئصال مرارة، وعلي الفور قمنا بعمل كونسلتو لها لكشف أسباب هذه الآلام المفاجئة” .
وأضاف “متولي”: بالفعل تم عمل استكشاف طارئ للبطن وتبين وجود خراج أسفل الحجاب الحاجز الناحية اليمنى، إضافة إلي تجمع صديدى شديد، وعلي وجه السرعة أجرينا تنظيف كامل للصديد”.
وأكد أستشاري الجراحة العامة أنه تم وضع المريضة تحت العلاج التحفظي بالمستشفى حتى تحسنت الحالة، مضيفا بأنها خرجت تحسن من المستشفى تحسن كامل دون أي مضاعفات وتابعت بالعيادة الخارجية.
وأكمل “متولي” حديثه بأنه بعد حوالي ثلاثة أسابيع من الخروج حضرت المريضة مرة أخري وهي تعانى من آلام وتورم بالساق اليسري، مشيرا إلي أنه تم عمل دوبلكس وريدى، وأن الحالة التشخيصية لها هي جلطه بالساق اليسرى ويتم علاجها بالمنزل لاستقرار حالتها الصحية .
وأشار “متولي” إلي أن الأطباء يبذلون الغالي والنفيس من أجل المريض ولا يمتلكون سوي سمعتهم وخبرتهم التي سترافقهم طوال حياتهم، مضيفا بأن الأطباء ضحوا بأنفسهم وراحتهم وأن دورهم الكبير في جائحة كورونا وغيرها من الأزمات يثبت ذلك فقد سقط العديد منهم بين مصاب وشهيد لهذا الفيروس اللعين .
كما قمنا من واجب ضميرنا المهني بالاتصال بالمريضة المزعم موتها بسبب فوطة، والتي أكدت صحة كلام كل من الدكتور منصور خليل مدير المستشفي، والطبيب المعالج أحمد متولي، كما وجهت إشادة لما قام به مدير المستشفي والطبيب المعالج مجهودات في علاجها ورعايتها علي أكمل وجه .
ومن جانبنا بالمواطنين ورداد مواقع التواصل الاجتماعي تحري الدقة فيما ينشر، وأننا أصبحنا في عالم مفتوح لا يمكن أن يخفي أحد كارثة أو واقعة حدثت بالفعل، والأمثلة كثيرة فلسنا لدينا شئ نخاف منه، فأطبائنا هم الجيش الأبيض الذي يحارب وباءا خطير فتك بالعديد من الأشخاص حول العالم، لذا وجب علينا أن ندعمهم ونقف إلي جانبهم، وهذا اقل شئ يمكن أن نقدمه لهم .