ألعاب الأطفال حذرت دراسة علمية جديدة من المخاطر الصحية الشديد التي تسببها بعض الألعاب للأطفال، وقالت أنها قاتلة وقد تؤدي المهام المليئة بالإثارة إلى الإصابة باضطرابات نظم القلب وقد تكون مهددة للحياة ومميته بالنسبة الأطفال الذين يعانون من مشاكل فعلية في القلب لم يتم تشخصيها.
وقالت الدراسة التي نشرتها مجلة Heart Rhythm أن الألعاب القتالية ،والحربية المليئة بالإثارة مثل Call of Duty يمكن أن تكون مميتة بالنسبة للأطفال المصابين بأمراض القلب لأنها تؤدي إلي ضخ كميات كبيرة من الأدرينالين ، بشكل قد لا يستطيع الطفل تحمله.
الألعاب والأدرينالين
قال الباحثون إن زيادة الأدرينالين بسبب الإثارة اثناء اللعب يمكن أن تكون قاتلة أيضا لبعض الشباب الذين يعانون من مشاكل في القلب في كثير من الأحيان لم يتم تشخيصها.
ودرس باحثون من مركز القلب للأطفال ،في سيدني ، بأستراليا ، حالات مجموعة من الأطفال الذين تعرضوا لحالة فقان مفاجئ للوعي أثناء لعبهم لألعاب الفيديو.
ووجد الباحثون أن الألعاب الحربية متعددة اللاعبين والتي يتم لعبها أون لاين كانت السبب الأكثر شيوعًا ، مما أدى إلى حالة عالية جدا من الشحن العاطفي بين اللاعبين وتؤدي الي ضخ كميات غير مسبوقة من الأدرينالين.
الالعاب والسكتة القلبية
وأكد الباحثون أن بعض الأطفال ماتوا بالسكتة القلبية نتيجة الخلل والاضطراب الذي تعرض له القلب ،بسبب كميات الأدرينالين التي تم ضخها أثناء اللعب، وتبين فيما بعد أنهم كانوا يعانون من مشاكل قلبية لم يتم تشخيصها من قبل، وهو ما يعني تعرض المزيد من الأطفال للخطر المستمر إذا استمروا في اللعب.
اقرأ أيضا :
تسمم الحمل.. الأسباب والأعراض وطرق طبيعة للعلاج
لالعاب وفقدان الوعي
و حثت كلير لولي ، من مركز القلب للأطفال ،- التي قادت الدراسة ،- الآباء على ضرورة متابعة أطفالهم والبحث عن أي علامات تحذيرية ،عن وجود مشاكل قلبية لدي الأطفال أثناء اللعب ومن بينها تسارع الأنفاس واللهاث والتعرق الشديد وربما فقدان الوعي لثوان معدودة وفقا لموقع dailymail.
وقالت: “ألعاب الفيديو قد تشكل خطرا جسيما على بعض الأطفال الذين يعانون من عدم انتظام ضربات القلب. قد تكون قاتلة في المرضى الذين يعانون من حالات عدم انتظام ضربات القلب المؤهبة ، وهذه الحالات لا يتم تشخيصها أو التعرف عليها في كثير من الأحيان.
وأضافت : «الأطفال الذين يفقدون وعيهم فجأة أثناء ممارسة الألعاب الإلكترونية يجب أن يتم تقييمهم من قبل أخصائي القلب لأن ذلك قد يكون أول علامة على وجود مشكلة خطيرة في القلب».
وخلال الدراسة كان تسارع القلب البطيني متعدد الأشكال الكاتيكولاميني (CPVT) أحد الأسباب الأكثر شيوعًا لاضطراب نظم القلب الوراثي النادر الموجود في الشباب والأطفال.
والمعروف أن الكميات الزائدة الأدرينالين الناتجة عن النشاط البدني الشاق و الإثارة والمشاعر المتزايدة ، مثل الألعاب ، يمكن أن يؤدي إلى إغماء وخفقان القلب والدوخة.
ومتلازمة لونغ كيو تي (LQTS) هي حالة وراثية نادرة تؤثر على واحد من بين 2000 شخص ويمكن أن تسبب إيقاعات غير طبيعية للقلب ، وهذا أمر آخر.
وجد الباحثون أن معظم الأطفال (63 في المائة) لديهم متغيرات جينية ذات صلة محتملة بين المرضى ، مع آثار كبيرة على أسرهم.
في بعض الحالات ، أدى هذا الاكتشاف إلى تشخيص العديد من أفراد الأسرة بمشكلة نظم القلب العائلية المهمة ، وفقًا لنتائج الدراسة.
وقال العلماء أن التحفيز الأدرينالي المرتبط بالألعاب الإلكترونية المشحونة عاطفياً كان وراء هذه الظاهرة.
في وقت وقوع حوادث القلب ، كان العديد من المرضى في حالة من الإثارة خلال اللعب، فقد فازوا للتو أو خسروا ، أو كانوا ينخرطون في صراع شرس مع رفاقهم في اللعبة أون لاين.
ويعتقد المؤلفون أن هذا الخطر أصبح أكثر انتشارًا مع تزايد شعبية الألعاب الالكترونية وانتقالها إلي اجهزة الهواتف المحمولة والأجهزة اللوحية مثل الآي باد وغيره.
قال كريستيان تيرنر ، الذي شارك في كتابة الدراسة ، إن ألعاب الفيديو لم يعد من الممكن اعتبارها “نشاطًا آمنًا” علي الأطفال أو المراهقين ،خصة بالنسبة لأولئك الذين لا يتحملون هذه المخاطر.
واضاف : «نحن نعلم بالفعل أن بعض الأطفال يعانون من أمراض قلبية يمكن أن تعرضهم للخطر عند ممارسة الرياضات التنافسية ، لكننا شعرنا بالصدمة عندما اكتشفنا أن بعض المرضى يعانون من حالات إغماء تهدد حياتهم أثناء ألعاب الفيديو.. كنا نعتقد من قبل أن مثل هذا النوع من الألعاب سيكون نشاطًا آمنًا لأطفالنا.
وقال :« هذا اكتشاف مهم حقًا. وعلينا ان نقرع أجراس الخطر منذ هذه اللحظة وعلي الجميع ان يتحمل مسئولياته خاصة أولياء الأمور .. نحتاج إلى التأكد من أن الجميع يعرف مدى أهمية فحص الأطفال خاصة عندما يعاني أحدهم من نوبة إغماء في مثل هذه الظروف».