ينتابني شعور بالتعجب والحيرة ممن ينتمون لهذا الوطن ولا يدركون معني وتأثير كل كلمة يطلقوها رغبتا في الحصول علي شو أعلامي قد انطفأ أو الظهور بوضع البطل أمام الناس او العودة من جديد علي الساحة، هل يعقل ان نتهم هذا الوطن وان تصل بنا السذاجة والتفاهة إلي هدم مؤسسات الدولة وكسر إرادتها وعزيمتها من اجل الظهور مجددا في عالم الميديا ومواقع التواصل الاجتماعي إلا تعلموا ان العالم يتابعنا يوميا ويتصيد لنا الأخطاء..أما إن تقولوا خيرا او تصمتوا .
انه ريجيني هذا المواطن الايطالي الذي يدرس بالقاهرة و قتل في ظروف غامضة ولم تتهرب او تقصر الأجهزة الأمنية في البحث والتحري عن القتلة، بل أن كل أجهزة الدولة السيادية تعمل ليلا ونهارا للوصول الي الفاعل الحقيقي، ليس خوفا من أحدا او أوامر تأتي من الخارج وإنما هو واجب معتاد تقوم به أجهزة الأمن يوميا، ومن هنا لماذا لا تسكت هذه الأفواه الوقحة التي تبث سمومها نهارا وليلا الي ان ينتهي التحقيق ويحاسب الجاني .
وتواصلت التصريحات المستفزة عندما قال مسئول كبير في مؤسسة صحفية حكومية يطالب الدولة بالشفافية وكشف الحقيقة في قضية ريجيني بجانب اتهامه المؤسسات الأمنية بالتقصير، في اي عالم أنتا تعيش ولأي دولة تنتمي إلا تعلم ماذا يقدم رجال الشرطة يوميا من تضحيات وبطولات، الا تعلم ان معظم ضباط الشرطة يطالبون رؤسائهم بالذهاب الي سيناء طمعا في نيل الشهادة، الا تري كم أسرة فقدت ابنه او عائله الوحيد الا تعلم عدد الأمهات المكلومين بفقدان أبنائه الا تعلم من يحمي الوطن من الارهابين والمجرمين وانتا جالس في مكتبك وتحت تكيفك .
لماذا نتهم الدولة ولا نتهم ريجيني نفسه ، ماذا لو حصل هذا الايطالي علي أسرار ومعلومات تمس امن مصر الإقليمي، ماذا فعلت أمريكا بالطالب المصري الذي قال رأيه فقط في المرشح الرئاسي دونالد ترامب ، لماذا قتل علمائنا ولم يحاسب احد قتلتهم ولماذا لم نسمع اي مواطن أوربي يشكك في شرطة بلده او مؤسساته ، أسئلة اطرحه ولعله احد يملك الشجاعة للرد عليه، أصبحت في قمة الحيرة من ان كل هذا التهجم من مصريين ينتمون الي هذا الوطن…لماذا هذا الانتقام من الوطن..