«بيتحرش بينا، وقال لإحدى المعلمات بعد رفضها مغازلته (هجيبك راكعة تحت رجلي) ومديرة التعليم قالتله (اللي ما تنفذش قراراتك ارميها في الشارع، وعلى طول بيهددنا بأنه على اتصال بالرئاسة وجهات سيادية”.. بهذه العبارات روّت معلمات ، مأساتهن مع إعلامي بدأ في بسط نفوذه والتدخل في إدارة المدرسة منذ إلحاق ابنته ذات الستة أعوام بالمدرسة ، يبدأ بعدها مرحلة جديدة من الصراع مع معلمات المدرسة.
وقالت المعلمات إن كلامه لجميع المسئولين في المدرسة إنه إعلامي كبير في التليفزيون والقنوات الفضائية يستطيع بكلمة واحدة أن ينقل هذا وينتدب هذه – ويعاقب ذاك – ويكافئ تلك مشيرًا إلى علاقاته بمسئولين كبار في الدولة حتى اكتشفنا في وقت لاحق أنه مذيع سابق تم طرده من مدينة الإنتاج الإعلامي”.
“الإعلامي قام بتنفيذ تهديداته ضد كل من يعارضه أو يقف في طريق طلباته على الفور، مما اضطر العديد من المدرسين والمدرسات لتحرير عدة محاضر ضده، إلا أنه لم يتحرك أحد من المسئولين لاتخاذ أي إجراء لردعه”، بحسب ما أفادت الأخصائية أميمة حسن إحدى المدرسات .
وتساءلت أميمة: “من الذي يدعم هذا الشخص ومن الذي يقف خلفه؟.. يا وزير التربية والتعليم هل هذا الشخص صاحب القرار الأول والأخير في الوزارة؟ .من الذي ينفذ له تهديداته في حق أبنائك من معلمين ومعلمات والعاملين ؟.
وتستطرد أميمة: “أعمل أخصائية اجتماعية ، وأنا أقدم أخصائية بالمدرسة بل أقدم من جميع هيئة التدريس لأنني من تسلمت المدرسة من هيئه الأبنية منذ 2009، ويشهد الجميع بحسن أخلاقي ومهنيتي ومهارتي وكفاءتي وإخلاصي في العمل فأنا من أمهر الأخصائيين وأكثرهم خبرة برغم فارق الأعمار لكنني عاشقة لعملي، وأعتبرها مهمة إنسانية لتعديل سلوك وأفعال الطلاب لتحاكي لغة العصر، وتتماشى مع العرف والدين والقيم والمبادئ والأخلاق”.
- بعدما عيّن ابنة الموجهة.. تحوّلت المدرسة إلى ساحة حرب
وتلتقط خيوط الحديث (م . ل) مدرسة فضلت عدم ذكر اسمها قائلة: “كانت الأمور تسير بشكل طبيعي في المدرسة- الكل يؤدي واجبه كما ينبغي دون مشاكل أو أزمات حتى ظهر هذا الشخص في حياتنا جميعًا، منذ أن جاء ليلحق ابنته بالمدرسة وتعرف وقتها على مدير المدرسة والمسئولين، وأكّد لهم أنه إعلامي شهير ومذيع كبير في التليفزيون وقادر على خدمة الجميع، وتوصيل نداءاتهم لوزير التعليم ولكبار المسئولين، وكانت النتيجة أن تم تعيينه في مجلس الأمناء وبسرعة البرق أصبح رئيسًا لمجلس الأمناء، خاصة وبعدما تمكن من تعيين ابنة موجهة بالمدرسة بوظيفة إعلامية.
وتابعت: “منذ ذلك الحين تحوّل هذا الصرح التعليمي إلى ساحة حرب غير نزيهة تم خلالها تصفية الحسابات باستبعاد مدير المدرسة، في محاولة لفرض السيطرة والهيمنة، وشعار الرجل (ولكم فيما حصل للمدير عبرة وعظة)، لأن استبعاد المدير كان على غير حق، وسرعان ما عاد لمدرسته، فاستقبله زملاؤه وتلاميذه فرحين مهنئين، ووسط هذه الفرحة تم التقاط فيديو عادي لمدرسات وهن يصفقن ويعبرن عن فرحتهن، لكن أبى هذا الشخص إلا أن يستفيد من الواقعة واستخدم الفيديو لابتزاز إحدى الموظفات بالمدرسة تدعى (س) بزعم أنها ترقص وأنه قادر على فصلها من التربية والتعليم، فاختارت أن تؤثر السلامة وتنضم إلى حاشيته”.
- مذيع عاطل ومطرود من مدينة الإنتاج الإعلامي
وأضافت أميمة أنه “اتضح بعد ذلك أنه مذيع سابق تم طرده من مدينة الإنتاج الإعلامي” وأصبح عاطلاً لا عمل له، ولذلك اعتبر نفسه موظفًا بالمدرسة يحضر إليها يوميًا، منذ الصباح وحتى آخر اليوم، يتنقل من مكتب إلى آخر يغازل معلمة تارة، ويمارس هوايته في التآمر تارة أخرى، ويدق أبواب القلوب المغلقة لعلها تفتح له، تارة أخرى بكلمات الغزل المعسولة”.
- أخضع الجميع لسيطرته
وأشارت إلى أنه نجح في إخضاع أمينة سر المجلس، بحسب تعبيرها قائلة إنه “جعلها سكرتيرة خاصة به لتنفيذ أوامره وتوصيل أخبار وأنفاس وأحاديث المدرسين، كما قام بتحريض مدير الإدارة وأولياء الأمور، واستعان ببعض مدرسات المدرسة ممن يكرهوني وكانوا يده وعينه وسمعه فينقلون له أخباري ويتحدثون عني وراء ظهري، وقمت بتحرير عدة شكاوى بالوزارة والمديرية، وصدرت عدة قرارات بحل المجلس وعودتي لعملي وتصويب وضعي بعد قرار استبعادي عن عملي بحجه الشكاوى الكيدية التي قدمها “ه.د” ومساعدوه لمدير الإدارة للاستناد عليها باستبعادي”.
- تحرش بإحدى المدرسات
واستطردت المدرسة الإخصائية قائلة: “وصلت به الجرأة إلى أن أزال الحواجز بينه وبين المعلمات دون إذن منهن ولما اعترضت (أ.ح) أهانها على مرأى ومسمع من الجميع، وتوعدها قائلاً (هجيبك راكعة مكسورة تحت رجلي)، على الفور لم تقبل المدرسة ـ ذات التاريخ المهني المشرف ـ على نفسها هذا التوغل والتسلط، وتوجهت إلى قسم الشرطة وحررت له محضرًا .
- المدرسة تحوّلت لساحة حرب
معلمة أخرى رفضت ذكر اسمها تؤكد أن الحرب بدأت منذ بداية تاريخ تحرير زميلتنا محضر بقسم الشرطة ضد الإعلامي المتحرش، حيث تفرغ بصفته رئيسا لمجلس أمناء المدرسة للثأر لكرامته المجروحة، كيف ترفض هذه المعلمة مغازلته وكيف تجرؤ على تحرير محضر ضده أو الشكوى للجهات المسئولة- العملية التعليمية الآن ليست مهمة، دعم المدرسة مجتمعيًا ليس في ترتيب الأولويات – صدارة الاهتمام الآن في الثأر من هذه “المتمردة” التي رفضت الدخول في طابور “حريم السلطان”. بحسب تعبيرها.
وأضافت أن الدسائس والمؤامرات بدأت تحاك ضد من أسماها بالمدرسة المتمردة وصديقتها التي شهدت معها ضد رئيس مجلس الأمناء في النيابة، وبدأ البحث عن تهمة “جاهزة” وهي “ميول إخوانية” للتخلص منهما وإبعادهما عن المدرسة بحجة أنهما خطر على الأبناء.
وتابعت: “وخلال أيام معدودات استطاع أن يستصدر من الإدارة التعليمية قرارًا بالاستبعاد من المدرسة لحين انتهاء التحقيقات، وقام رئيس مجلس الأمناء بنفسه بتسليم (أ.ح) نسخة منه قبل أن يصل للمدرسة في تحدٍ صارخ لكل الأعراف والقوانين الإدارية المعمول بها في هذا الصدد، ليؤكد أنه الحاكم بأمره والقادر على إنزال الجزاء والعذاب بكل من يخرج عن دائرة سيطرته”.
ولم يكن أمام المدرسة” أ.ح” سوى اللجوء إلى وزارة التربية والتعليم فهي المنوط بها حفظ حقوق المعلمين، وكرامتهم من الامتهان أو الابتزاز، وبالفعل توجهت المأمورية رقم 441 لسنة 2017 بتاريخ 8/5/2017 من التوجيه المالي والإداري بالوزارة إلى المدرسة وانتهت إلى “التوصية بحل مجلس الأمناء لتجاوزه الاختصاصات المنصوص عليها في القانون رقم 306 بتاريخ 3/8/2014 بشأن إعادة تنظيم مجلس الأمناء والآباء والمعلمين وعرض الأمر على محافظ الجيزة”.
وأشارت إلى أنه صدرت توصية أخرى من الإدارة المركزية لمتابعة الجودة وتقويم الأداء في 17/5/2017 بحل مجلس الأمناء لتجاوزاته المستمرة، وبناء عليه وفي 12/6/2017 تقدم مذكرة يعرض عليه فيها حل مجلس الأمناء، لكن هذه المذكرة اختفت تمامًا ولا يعلم على وجه الدقة هل تم إرسالها للمحافظ بالفعل أم لا تزال حبيسة أحد الإدراج بمديرية التربية والتعليم في الجيزة.
- خطوة استباقية
وتقول المدرسة.. كان اللقاء الذي جمعها مع المدعو (هـ.د) للوشاية بهاتين المعلمتين والضغط من أجل استبعادهما هذه المرة ليس من المدرسة فحسب بل من الإدارة ككل، وبالفعل وتقريبًا في نفس يوم تسلم العمل (الأحد 13/8/2017) كان القرار باستبعاد المعلمتين، وأعلنه رئيس مجلس الأمناء على صفحته على مواقع التواصل الاجتماعي قائلا: “كلمة السر إلهام”، وعقب إجازة العيد وفي أول يوم عمل وجهت المديرة بضرورة تنفيذ قرار الاستبعاد ولو بالإخلاء الإداري وقالت له: “اللي ما تنفذش القرار ارميها في الشارع” .
- وكيلة الوزارة في يد رئيس مجلس أمناء المدرسة على رقاب المدرسين
وصفت أميمة وكيلة الوزارة بأنها سيف مسلط في يد رئيس مجلس الآباء على رقبة المعلمين لتصفية حسابات، دون أن تكلف نفسها الاستماع إليهن ولو لبضع دقائق لعرض الحقائق، فقد أوصدت أبواب مكتبها واكتفت بما سمعته مسبقا، في حالة استنكار وذهول من الجميع الذين باتوا يترحمون على أيام وكيل الوزارة الأسبق، والتي لم تغلق يومًا باب مكتبها في وجه معلم ولم تتخذ قرارًا من جانب واحد، وحتى حينما سمحت لمعلمتين بلقائها بعد استبعادهما ظلما، ساقت مبررات واهية، وأنها تخاف عليهما من المدعو (هـ.د) قائلة: “الراجل ده واصل وممكن يعمل فيكم أكتر من كده وأن استبعادهما مؤقت”، في حين قالت للرقابة الإدارية إن القرار ليس استبعادا أو نقلا تعسفيا وإنما لسد العجز في إدارات أخرى.
مدرس رفض ذكر اسمه يؤكد أن مسئول كبير بالتعليم يعرف الحقيقة ويقر بأن المعلمتين مظلومتان، وأنه هو الآخر تلقى تعليمات صارمة من وكيلة الوزارة مفادها: “يا أنت يا هم في الإدارة” فقرر الرجل تنفيذ القرار رغمًا عنه.
وأوضح المدرس، أن قرار إلغاء تكليف أحد المعلمين البارزين السابق جاء بعد رفضه قرار وكيلة وزارة تعليم الجيزة بنقل المدرستين، وإصراره على الالتزام بقرار الوزير، بعدم النقل التعسفي للمدرسين، الأمر الذي دفع المدير الحالي لتنفيذ القرار.
المثير للدهشة أن (هـ.د) يصف نفسه على صفحته الشخصية على موقع التواصل الاجتماعي الـ “فيس بوك” بأنه جذاب لدرجة العذاب، وهو الوصف المحبب إليه، وأن “الدنجوان” هو اللقب غير الرسمي المشهور به بين العاملين بالمدرسة.
أكدت مسئولة بإدارة المدرسة، أن الوظيفة المعلنة حاليا لرئيس مجلس الآباء بالمدرسة، هي أنه (إعلامي وصحفي) كما أنها العصا الغليظة التي يشهرها في وجه كل معارضيه أو من لا ينصاع لرغباته، فالرجل بحسب ما ينشره بين الناس “نافذ” وقادر على الوصول إلى كبار المسئولين، وتفتح له الأبواب المغلقة، وبمكانه أن يجعل المحافظ ووزير التربية والتعليم خارج الوزارة في أي لحظة، قائلا (يلبسوا الجلابية من الصبح لو أنا عايز) مما أثار حفيظة المدرسين وجعلهم يحررون محضرًا ضده لتعمده التطاول على المحافظ وأهانته في غيابه أمام المدرسين، لإيهامهم بأن يستطيع أن يفعل كل شيء بأصبع رجله الصغير، حيث تفتح له أبواب الجهات السيادية، فهو المقرب من دوائر صنع واتخاذ القرار، ولم يتبق له سوى أن يقول للناس إن مؤسسة الرئاسة لا تستغني عن مشورته وخدماته، ولولاه لما استقرت الأمور في البداية”.
ولفتت مسئولة المدرسة، إلى أن رئيس مجلس أمناء المدرسة، بدأ مشواره الوظيفي فيما أسمته بـ “دهاليز وأروقة القنوات الفضائية ذات التوجهات السلفية، الممولة مباشرة من تيارات متشددة وبعضها ينحو نحو التكفير والعنف”، مضيفة أنه “بمجرد وصول جماعة الإخوان المسلمين الإرهابية انضم الرجل إلى كتيبتها الإعلامية يدافع عنها وعن توجهاتها .
وأردفت المسئولة: “كما أن الرجل متخصص في البرامج الدينية إلا أن سلوكياته وتصرفاته لا تمت للدين أو الأخلاق بأي صلة، ومع أنه ألصق نفسه من دون استحقاق لمجال التربية والتعليم، إلا أن المتابع لصفحته على مواقع التواصل الاجتماعي، يدرك أنه من محترفي الابتزاز الإعلامي ونشر الفضائح أو التلويح بها، وأسلوب التهديد والوعيد يظهر في معظم كتاباته، فضلا عن الطعن في شرف المعلمين والمعلمات، والإيهام بأن لديه ملفات وفضائح جنسية تكفي للنشر لمدة عام”.
القصة غير حقيقية ولا تنتمي للواقع بأي صلة فهي من وحي وخيال الكاتب