عرب كوول
كشفت دراسة جديدة ان الخمائر الطبيعية الجيدة ” البروبيوتيك” الموجودة في الزبادي واللبن الرائب”كفير” ومخلل الكرنب “الملفوف” تساعد في الوقاية من امراض الكبد الالتهابية ، ومن بينها التليف والتندب والسرطان ،ويساعد في تحسين وظائفه وحمايته من تكدس الدهون والاثار الجانبية التي تسببها الادوية .
وبينت الدراسة التي اجرتها جامعة “ايموري” بولاية جورجيا الامريكية ، ان مركبات اللاكتوباسليوس Lactobacillus الموجودة في الخمائر الطبيعية تلعب دورا كبيرا في حماية الكبد ووقايته من الالتهابات التي غالبا ما تنتهي بالتليف والفشل والسرطان .
وخلال الدراسة التي اجريت علي فئران التجارب ، نجح مركب اللاكتوباسليوس Lactobacillus في وقاية “اكباد ” الفئران من التلف الذي يسببه عقار اسيتامينوفين المعروف تجاريا باسم Tylenol الذي يتسبب في استنزاف مخزون الجسم من انزيم الـ” الجلوتاثيون ” المضادات للاكسدة ، مما يؤدي الي نشاط الجذور الحرة المسببة للالتهابات والخلايا السرطانية .
ويعتبر الجرعات الزائدة من عقار اسيتامينوفين السبب الاول في تليف الكبد بين مواطني الولايات المتحدة الامريكية .
المعروف ان عقار اسيتامينوفين من “مسكنات الالم” و خافضات الحرارة ، التي يسمح بصرفها دون وصفة طبية لكن الجرعات الزائدة منه تسبب في تلف خلايا الكبد وفقا لما نشره موقع ناتشرال هيلث365.
ويتم تسويق عقار اسيتامينوفين تجاريا تحت اسماء متعددة من بينها “باراستامول” و ” تيلينول” ويستخدم لتسكين الصداع والصداع النصفي ونزلات البرد والانفلونزا والتهاب اللوزتين والم الحنجرة والتهاب الاذنين والم الاسنان والام الظهر و الروماتيزم والعضلات والالام المصاحبة للدورة الشهرية .
وقسم الباحثون خلال الدراسة فئران التجارب الي مجموعتين ، الاولي هي المجموعة الضابطة والثانية هي مجموعة البحث التي تم تغذيتها بالخماير الطبيعية لمدة اسبوعين ، قبل حقنها بجرعة زايدة من عقار ” اسيتامينوفين ” .
واظهرت النتائح ان الفئران التي تناولت الخمائر الطبيعية ، لم تتأثر “اكبادها” بالجرعة الزائدة من عقار ” اسيتامينوفين ” علي عكس المجموعة الضابطة التي لم تحصل علي الخمائر وتعرضت اكبادها للتلف الشديد .
وخلص الفريق البحثي الي ان مركبات اللاكتوباسليوس حسّنت الاستجابة المضادة للأكسدة في خلايا الكبد من خلال تحفيز انتاج البروتين المعروف باسم nrF2 ، الذي يلعب دورا كبيرا في تنظيم وتحفيز الجينات المقاومة للجذور الحرة ،المسببة لالتهابات والاورام السرطانية .
وقال الباحثون ان نتئاج الدراسة تثبت ان تاثير البروبيوتيك يتجاوز الجهاز الهضمي ، الي الاجهزة الحيوية الاخري في الجسم ومن بينها الكبد .
وكانت دراسات سابقة قد ربطت بين ” البروبيوتيك” وبين الحفاظ علي صحة الجهاز الهضمي ، من خلال تنشيط وتحفيز البكتريا النافعة”الميكروبيوم” في القناة الهضمية والتي يصل عددها الي اكثر من 1000 نوع ، تشكل ما يعرف بالجهاز المناعي الهضمي في مواجهة البكتريا الضارة المسببة للامراض
وتساعد البكتريا النافعة في تحسين عملية الهضم والتمثيل الغذائي ،وامتصاص الالياف مما يساعد في الوقاية من السمنة والسكري وامراض القلب والسرطان .
وبالاضافة الي ذلك تلعب البكتريا النافعة دورا كبيرا في تعزيز الكوليسترول الجيد HDL الذي يساعد في السيرطة علي مستويات السكر في الدم ، ويعزز وظائف الدماغ ويحسن الحالة المزاجية ويقلل نوبات التوتر والقلق والاكتئاب.
وكانت دراسة سابقة اجرتها جامعة “تافتس” الامريكية قد اظهرت ان البكتريا النافعة في الامعاء تقلل مخاطر الاستجابة للانزيمات الالتهابية المعروفة باسم ” السيتوكينات” .