حذرت دراسة علمية جديدة من خطورة الاكتئاب علي صحة الدماغ ،ويؤدي إلي الإسراع بإصاباتها بالشيخوخة وتدهور الذاكرة والوظائف الإدراكية والمعرفية .
وأشارت الدراسة التي أجرتها جامعة ميامي الأمريكية إلي أن الأشخاص الذين يعانون من الاكتئاب قد يكونون أكثر عرضة لمشاكل الذاكرة مع تقدمهم في العمر.
و يعاني ما يصل إلى 25٪ من كبار السن من أعراض الاكتئاب ، والتي ترتبط بتغيرات الدماغ التي تسرع عملية الشيخوخة في العقل.
وتعتبر دراسة جامعة ميامي الجديدة واحدة من بين العديد من الدراسات التي توثق العلاقة بين الاكتئاب والخرف .
وحثت الدراسة علي ضرورة علاج الاكتئاب المبكر لأنه قد يلعب دورا رئيسيا في تخفيف عبء مرض الزهايمر على الأكبر سنا.
المعروف أن بروتينات بيتا اميلويد الضارة تتراكم في أدمغة الناس الذين يصابون بمرض الزهايمر ، مما يضعف قدرة الخلايا العصبية على الاتصال.
ويعاني الأشخاص المصابين بمرض الزهايمر من الاكتئاب ، خاصةً خلال المراحل الأولى من المرض ، لكنهم يكونون علي على دراية بما يحدث لهم.
و يتميز كل من الاكتئاب والزهايمر بالميول للانسحاب من الناس ، وفقدان الاهتمام بالأنشطة وغيرها ، وصعوبة التركيز أو التفكير.
وكانت دراسة أجرتها جامعة بيرجهام يونج قد أشارت إلي أن الاكتئاب يضعف قدرة الناس على التمييز بين الأحداث المماثلة ، مما يجعل من الصعب تذكرها.
و يمكن أن يحدث الاكتئاب بالنسبة لمعظم الناس في وقت مبكر من الحياة وأعراضه يمكن علاجها لكن البعض قد بهمل في ذلك مما يؤدي إلي تدهور الحالة .
ونصحت الدراسة بضرورة علاج الاكتئاب لوضع نهاية سريعة لتأثيرات اضطراب المزاج المزمن على الدماغ الذي قد ينتهي بالزهايمر.
و قام الباحثون من جامعة ميامي باستجواب أكثر من 1000 شخص بمتوسط عمر يناهز 71 عامًا حول أعراض الاكتئاب واسترجاعها.
ومما أثار القلق ، أنهم وجدوا أن نسبة 22 % من كبار السن في المجموعة التي كانت أكثر اكتئاباً كانت لديهم أيضاً ذاكرة فقيرة عرضية.
و تتضمن الذكريات العرضية معلومات حديثة بسيطة – مثل المكان الذي تضع فيه مفاتيحك اليوم – بالإضافة إلى الذكريات الأساسية التي تخص الإنسان مثل من هو وأين يعيش وماذا حدث له بالأمس.
و كانت أدمغة هؤلاء الذين يعانون من الاكتئاب مختلفة بشكل ملحوظ عن أولئك الذين لا يعانون من مثل هذه الأعراض.
وأظهرت الدراسة أن الأشخاص الذين عانوا من مشاعر الاكتئاب كانت لديهم أحجام دماغ أصغر وكانوا أكثر عرضة بنسبة 55 % لتطور الآفات الوعائية ، أو تشكيلات أوعية دموية غير طبيعية في الدماغ أو في الدماغ.
و إذا انفجرت أو انزلقت هذه الأوعية الدموية ، فإن السكتة الدماغية هي النتيجة الطبيعية لذلك .
وقال الدكتور زكي الحزوري مؤلف الدراسة ” أن الآفات الوعائية الصغيرة في المخ هي علامات لأمراض الأوعية الدموية الصغيرة وهي حالة تتضرر فيها جدران الأوعية الدموية الصغيرة.”
وأضاف: “تشير أبحاثنا إلى أن الاكتئاب وشيخوخة الدماغ قد تحدثان في وقت واحد ، وقد تؤثر أعراض الاكتئاب على صحة الدماغ من خلال الأمراض الصغيرة”.
و هذه ليست المرة الأولى التي يربط فيها العلماء بين الاكتئاب والآفات الدماغية ، ولكن ليس من الواضح ما هي المشكلة التي هي السبب وما هو الأثر.