بقلم : إسلام شلبي
مشهد مكرر نراه دائما في أي منظومة سواء كانت رياضيه وغيرها فيما يتعلق بسمات الإداريين والمسئولين شكلا ومضمونا، تشابه كبير في المظهر وطريقة التفكير وسقف الطموحات !! حتى أصابنا اليأس بخصوص فكرة الإبداع الرياضي المحاط بقيود الروتين وعقم الأفكار التي تدور حول نفسها ليجد فيها بعض الإداريون مبررا مقبولا من أجل تجميل الإخفاق الإداري والتقصير المهني الغارقون به ووجدوا فيه ملاذا آمنا من انتقادات المحللين وردود فعل الجماهير !!
وفي بورسعيد ، تلك المدينة الساحلية فائقة الجمال ، وجدنا شعاع نور ينبثق من بين غمام كوارث الإدارة الرياضية .. ليحيى الأمل الذي اعتقدنا بأنه فارق الحياة ، ويثبت بأن مصر دائما ولادة لنوابغ الفكر والإرادة والإدارة.
أحمد جوهر رئيس نادي المريخ البورسعيدي، والذي يعد من أصغر رؤساء الأندية في تاريخ مصر ، والذي بات أيقونة الإدارة الرياضية الشبابية في مصر بعد أن قاد ثورة تصحيح عظيمه في النادي خصوصا على صعيد كرة القدم بعد أن وضع خطه استراتيجيه لقطاع الكره بالنادي برؤية مستقبليه عميقة وفكر حكيم بمعلومات دقيقه وتعيين أجهزه تمتلك من المهنية والكفائه ما يؤهلها لترجمة تلك الرؤية من حلم إلى واقع ملموس.
بدأ جوهر في تنفيذ خطته التي ظنها البعض مستحيلة ، وهي النهوض بنادي المريخ ووضعه بين الكبار وفرق المقدمة وهو ما حدث سريعا بفضل الله ثم مجهودات الرئيس والأعضاء حتى أصبح النادي مصدر قلق وإزعاج لجميع المنافسين في الممتاز ب وصارت مبارياته أشبه بفيلم سينمائي جميل يعرض لأول مره لتتفاجئ بنهاية دراماتيكية مثيره تجعلك تتشوق لرؤيته مره أخرى .
وبات المريخ البورسعيدي مقصدا لكبار اللاعبين والمدربين والإداريين الذين تتناسب إمكانياتهم مع رؤية النادي وتطلعات جماهيره التي تتزايد يوما بعد يوم، أما على المستوى الاقتصادي فالنادي بات على بعد خطوه واحده من البدء في تنفيذ العديد من المشروعات الاقتصادية الضخمة، والتي بدورها تعود بالنفع على النادي ليكفل تطوير البنية التحتية والملاعب لتتناسب مع قيمة نادي المريخ العريق ، وهذا ما هو إلا ترجمه لفكر جوهر الاقتصادي الفذ وما يملكه من خبرات هائلة في هذا المجال كونه أحد أهم رجال الأعمال الشبان بالمدينة الباسلة، فمنذ أن تولى رئاسة النادي نجح جوهر وزملاؤه بمجلس الإدارة في إشعال الحماس داخل جميع أجهزة النادي الإدارية والفنية حتى بات العمل في النادي لا يهدأ يوميا وهذا هو مفهوم القيادة السليم بعد أن أصبح العمل الجماعي المهني والمؤسسي هو شعار المريخ في تلك المرحلة ، وخلال كل تلك الفترة تحمل جوهر الكثير والكثير على حساب عمله الخاص وحياته الشخصية، نظرا لطول الوقت الذي يقضيه بالنادي من أجل إنهاء كافة المتطلبات التي يحتاجها النادي من أجل تحقيق النجاح بعد أن تمرد على الروتين الذي أيقن بأنه يجهض أغلب الأفكار الإبداعية المطلوبة للنجاح والتميز، فتارة تجده الرئيس الحكيم المحنك الذي يرتدي بدلته الكلاسيكية الأنيقة ويتعامل بهدوء شديد ،وتارة أخرى تجده المشجع المتعصب الذي يرتدي التيشرت والكوتشي يهتف ويدعم النادي ويوجه لاعبيه ، وهذا أغلب ما يكون عليه جوهر الرئيس، لعل آخر تلك المواقف لقطة الأمس أثناء متابعته لمباراة المريخ والداخلية في كأس مصر بعدما نجح أجوجو مهاجم الفريق في إحراز هدفي التعادل والتقدم للفريق لينطلق جوهر من فوق كرسيه رافعا يديه بإشارات القوه والفوز التي سبقتها رسائل وتصريحات تحمل دعما معنويا للاعبين ، تلك المواقف التي لم تنقطع قبل أي مباراة للفريق الذي نجح بأن يكون بين الكبار وصار مرشحا للصعود للدوري الممتاز هذا الموسم، ليؤكد جوهر بأنه حقا الرئيس المشجع المفكر المبدع.. “الرئيس كما يجب أن يكون” .