عرب كوول
كشفت دراسة علمية جديدة ان القرفه قد تمثل طوق النجاة للبشرية ، في مواجهة كابوس البكتريا والجراثيم المقاومة للعقاقير والمضادات الحيوية”السوبر بكتريا ” ، والتي اكدت منظمة الصحة العالمية انها ستقتل اكثر من 10 ملايين شخص سنويا بحلول عام 2050 .
واظهرت الدراسة التي اجرتها جامعة “سوينبيرن” الاسترالية للتكنولوجيا الحيوية ونشرتها صحيفة ديلي ميل البريطانية ،ان مركب “سينامالديهيد” الذي يمنح القرفه طعمها الحلو ورائحتها العطرة ، هو في طبيعته مضاد حيوي “فتاك” لديه قدرة هائلة علي قتل البكتريا والجراثيم فائقة القوة التي تشهد اعدادها تزايدا مضطردا ،وهو ما يمثل املا جديدا امام العلماء للقضاء علي السلالات الجديدة من هذا النوع التي باتت مستقبل تهدد البشرية، لدرجة ان منظمة الصحة العالمية اكدت انها لا تقل خطرا عن الارهاب .
و يعمل العلماء بشكل يائس منذ فترة على اكتشاف طرق جديدة لمعالجة الجراثيم الفائقة القوة مع تزايد المخاوف من أن العالم يتجه نحو كارثة بيولوجية جديدة وصفها العلماء بأنها “حقبة ما بعد المضادات الحيوية”.
لكن النتائج التي توصلت اليها جامعة سوينبيرن شكل املا جديدا في الحرب المستعرة ضد البكتريا المقاومة للعقاقير والمضادات الحيوية ، حيث نجح مركب ” سينامالديهيد” في القضاء علي البكتريا “الزنجارية” .
واثبت المركب فاعلية كبيرة في القضاء علي هذه البكتريا الخطيرة ،من خلال تفتيت الاغشية الحيوية التي تعمل كدرع واقي يحميها من العقاقير والمضادات الحيوية .
ووجد الباحثون أن مركب ” سينامالديهيد” نجح في تدمير 75 % من الاغشية الحية في البكتريا “الزنجارية” ، كما قضي تماما علي الاغشية الحيوية التي تساعد البكتريا علي النمو والتكاثر والانتشار .
وقالت الدكتورة سانجيدا توبا الباحث الرئيسي في الدراسة : ان النتائج التي تم التوصل اليها تمثل فتحا جديدا في عالم المضادات الحيوية الطبيعية ، التي تتيح للانسانية القضاء علي السلالات الشرسة من البكتريا المقاومة للعقاقير بدون أي اثار جانبية “.
وتعتبر البكتريا “الزنجارية P. aeruginosa ” التي اجريت عليها الدراسة واحدة من اشد الانواع خطورها واكثرها قدره علي مقاومة العقاقير والمضادات الحيوية، وهي المسئولة عن عدوي الالتهاب الرئوي و تلف الانسجة و التليف الكيسي ، وغيرها من الامراض الخطيرة .
وكانت منظمة الصحة العالمية قد اطلقت تحذيرا اكدت فيه ان العالم مقبل علي حقبة “ما بعد المضادات الحيوية” بسبب البكتريا المقاومة للعقاقير والتي تعرف باسم “البكتريا السوبر” .
وقالت المنظمة في تحذيرها أن العدوي البكترية الشائعة حاليا ، مثل الكلاميديا ، سوف تصبح قاتلة بدون حلول فورية للأزمة المتنامية.
ونتجت ازمة “السوبر بكتريا ” بسبب اقبال الناس علي تناول المضادات الحيوية ، بدون وصفات طبية وبجرعات اكثر من اللازم مما ادي الي اكتساب البكتريا والفيروسات مناعة ضد العقاقير المقاومة لها .
و تشير ارقام منظمة الصحة العالمية الي ان الجراثيم المقاومة للمضادات الحيوية سوف تقتل 10 ملايين شخص كل عام بحلول عام 2050 ، اذا لم يتم التوصل الي مضادات حيوية جديدة لديها القدرة علي قتل السلالات السوبر .
وتؤكد الارقام ان اكثر من 700 الف شخص يموتون سنويا في مختلف انحاء العالم ، بسبب الاصابة بالبكتريا والفيروسات المقاومة للعقاقير والمضادات الحيوية بما في ذلك السل وفيروس نقص المناعة البشرية والملاريا.
وخلال الثلاثين عاما الاخيرة ، لم تنجح مختبرات الادوية العالمية ، سوي غب تطوير اثنين فقط من المضادات الحيوية ، وهو ما يثير المخاوف حول قدرة العالم علي مواجهة خطر البكتريا والجراثيم السوبر المقاومة للعقاقير .
وفي سبتمبر الماضي اصدرت منظمة الصحة العالمية تقريرا متشائما،حول مستقبل المضادات الحيوية اكدت فيه ان مستقبل جراحات الولادة القيصرية واستبدال مفصل الورك وازالة الاورام السرطانية ، ستكون محفوفة بالمخاطر “بشكل لايصدق” اذا لم يتصول العالم الي مضادات حيوية جديدة لديها القدرة علي قتل الجراثيم والبكتريا السوبر .