كشفت دراسة علمية جديدة ان التوت الأسود يحتوي علي كمية كبيرة من المغذيات النباتية الدقيقة ومضادات الاكسدة ، التي يمكنها أن تشكل وقاية فعالة من خطر الإصابة بالسرطانات خاصة سرطان الفم والرئتين والمعدة ، وفقا لدراسة جديدة أجرتها جامعة أوهايو الأمريكية ونشرها موقع المعهد الأمريكي لأبحاث السرطان.
وقال الدكتور “ستيف اوجومو “، المؤلف الرئيسي للدراسة والأستاذ في جامعة أوهايو : إن المغذيات النباتية الدقيقة الموجودة في التوت الأسود ، ساعدت في وقاية فئران التجارب من الإصابة بسرطان الفم ، وهو ما يؤكد إمكانية الاستعانة بتلك المركبات في مكافحة الأنواع الاخري من السرطان والوقاية منها وتقليل مخاطرها علي البشر.
والمعروف أن سرطان الفم من أكثر أنواع السرطانات شيوعا بين المدخنين ومتعاطي الكحول والخمور في الولايات المتحدة الأمريكية وأوربا ، وتشير أرقام المعهد الأمريكي للسرطان ، إلي وجود أكثر من 50 ألف شخص يعانون من هذا المرض في امريكا وحدها سيموت منهم أكثر من 1000 شخص علي الأقل .
واستنادا إلي بيانات التجارب الاكلينيكة والسريرية التي أجرتها الجامعة ومعهد أبحاث السرطان علي بعض المتطوعين من البشر، يمكن فان التوت الأسود يمكن أن يلعب دورا كبيرا في منع أو إبطاء تطور سرطان الفم.
وكانت دراسات سابقة قد أشارت إلي وجود مركبات في التوت الأسود ، يمكنها التعامل والسيطرة علي الجينات المسببة للسرطان .
وخلال الدراسة الجديدة قسم الباحثون الفئران المصابة بسرطان الفم ، إلي ثلاث مجموعات وحصلت المجموعة الأولي “المعيارية” علي نظام غذائي تقليدي ، بينما حصلت المجموعة الثانية علي نظام غذائي يحتوي علي 5% من التوت الأسود ، وحصلت المجموعة الثالثة علي نظام غذائي يحتوي علي 10 % من التوت الأسود لمدة 16 أسبوعا .
ووجد الباحثون أن الفئران التي حصلت علي وجبات غذائية تحتوي علي التوت الأسود، ارتفعت لديها نسبة موت الخلايا السرطانية وعلامات الالتهاب، قياسا إلي المجموعة المعيارية التي لم تحصل علي التوت الأسود.
وقال الدكتور “اوجومو” أن نتائج الدراسة كانت صادمة بالنسبة للفريق البحثي ، الذي لم يتوقع قوة مركبات التوت الأسود في مكافحة الأورام السرطانية بهذه الصورة ، وبدون أي أثار جانبية وهو ما يعني أن نظاما غذائيا يحتوي علي الكثير من التوت الأسود يمكن أن يؤدي إلي نتائج مبهرة في مكافحة السرطان.