صحتك

الوجبات المتأخرة خطر يهدد حياتك

الوجبات المتأخرة حذرت ثلاث دراسات علمية جديدة من مخاطر تناول الوجبات المتأخرة حتي ولو كانت خفيفة ، بعد الساعة العاشرة مساء، لأنها تسبب العديد من المشاكل الصحية المزمنة ، من بينها إبطاء عملية التمثيل الغذائي و الإحساس بالجوع سريعا في اليوم التالي وهو ما يزيد من مخاطر الإصابة بالسمنة وتخزين الدهون .

وكان العديد من الخبراء والأطباء ينصحون بعدم تناول الوجبات المتأخرة لأنه لا توجد فرصة لحرقها قبل النوم ، مما يؤدي إلي تراكم الدهون في البطن، وجاءت الدراسة الجديدة لتضع النقاط علي الحروف ، وتؤكد أن تناول الأطعمة -حتي ولو كانت خفيفة – بعد الساعة العاشرة يسبب السمنة.

وقالت الدراسة التي اجراها باحثون في جامعة هارفارد الأمريكية ونشرت نتائجها صحيفة ديلي ميل البريطانية أن الوجبات المتأخرة لها تأثير مباشر علي جسم الإنسان وتتسبب في الإحساس بالجوع الشديد في اليوم التالي.

وكشفت الدراسة أن الأشخاص الذين تناولوا الوجبات المتأخرة في الساعة 10 مساءً كانوا يحرقون سعرات حرارية أقل في اليوم التالي ولديهم مستويات أعلى من هرمونات الجوع وتغيرات جزيئية في الأنسجة الدهنية والتي قد تزيد معًا من خطر الإصابة بالسمنة مقارنة بمن تناولوا الطعام في الساعة 6 مساءً.

وقال فرانك أ.إل.شير ، كبير مؤلفي الدراسة ومدير برنامج علم الأحياء الزمني الطبي في قسم النوم واضطرابات الساعة البيولوجية في بريجهام ، في بيان صحفي: “أردنا اختبار الآليات التي قد تفسر العلاقة بين تناول الوجبات المتأخرة  وزيادة مخاطر السمنة“.

اقرأ أيضا : 

تضييق المهبل.. 14 نصيحة منزلية وطبيعية للعلاج

 

واضاف إن الأبحاث السابقة التي اجرتها «بريجهام أند وومن » ومراكز بحثية أخري أظهرت أن الوجبات المتأخرة “ترتبط بزيادة مخاطر السمنة وزيادة دهون الجسم وضعف النجاح في إنقاص الوزن. أردنا أن نفهم السبب”.

ووجد الفريق البحثي أن تناول الوجبات المتأخرة أثر بشكل كبير على الجوع وهرمونات تنظيم الشهية خاصة اللبتين والجريلين حيث انخفضت مستويات اللبتين ، التي تشير إلى أن الجسم مشبع ، لمدة 24 ساعة في حالة الأكل المتأخر مقارنة بحالة الأكل المبكر.

وقال البيان إنه عندما تناول المشاركون الوجبات المتأخرة ، قاموا أيضًا بحرق السعرات الحرارية بمعدل أبطأ و “أظهروا تعبيرًا جينيًا للأنسجة الدهنية تجاه زيادة تكوّن الدهون وانخفاض تحلل الدهون” ، مما يعزز نمو الدهون.

وأكد الباحثون ، أنهم وجدوا آليات فسيولوجية وجزيئية متقاربة تكمن وراء الارتباط بين الأكل المتأخر وزيادة مخاطر السمنة.

وخلصوا إلي أن النتائج التي توصلوا إليها تتفق مع مجموعة كبيرة من الأبحاث التي تشير إلى أن تناول الطعام في وقت لاحق قد يزيد من احتمالية إصابة الشخص بالسمنة.

الوجبات المتأخرة وخطر السكري

وكانت دراسة سابقة نشرتها مجلة Science Advances قد كشفت أن تناول الوجبات المتأخرة قد يزيد من خطر إصابة الشخص بعدم تحمل الجلوكوز أو مقدمات السكري.

 

قال الباحثون إن حصر الوجبات في النهار يمكن أن يساعد في الحفاظ على مستويات صحية للجلوكوز في الدم ، مما يسمح للجسم بمعالجة السكريات بشكل أكثر فعالية.

بعد تقييم آثار تناول الطعام ليلاً على عمال النوبات الليلية ، أكتشف الباحثون أن استهلاك الطعام خلال ساعات الليل يسبب اختلالًا بين “الساعات” اليومية المركزية والجسمية المحيطية ، على حد قولهم.

والساعات اليومية هي ساعات الجسم الطبيعية التي تنظم التغيرات الجسدية والعقلية والسلوكية على مدار اليوم.

وقال الباحثون إنه بالإضافة إلى العاملين في النوبات الليلية ، يمكن أن يكون للنتائج آثار على الآخرين الذين يتناولون الوجبات المتأخرة ، مثل أولئك الذين يعانون من اضطراب الرحلات الجوية الطويلة أو اضطرابات النوم ، أو الأشخاص الذين يميلون إلى النوم في وقت متأخر خاصة فى عطلة نهاية الأسبوع.

وقالت الدراسة أن عدم تحمل الجلوكوز يؤدي إلى ارتفاع مستويات السكر في مجرى الدم ، وهي مقدمة لمرض السكري من النوع 2 ، وهي حالة تؤثر على 30 مليون شخص في الولايات المتحدة ، وفقًا لمراكز السيطرة على الأمراض والوقاية منها CDC.

في الأشخاص المصابين بداء السكري من النوع 2 ، يكون الجسم أقل قدرة على امتصاص السكر من مجرى الدم إلى أنسجته ، مما يتسبب في مستويات عالية بشكل خطير يمكن أن تؤدي إلى مضاعفات صحية خطيرة.

تشير الأبحاث إلى أن العاملين في النوبات الليلية ، الذين ينامون عادةً أثناء النهار ويأكلون في المساء ، معرضون بنسبة تصل إلى 60٪ للإصابة بمرض السكري من النوع الثاني مقارنةً بعاملي النوبات النهارية. ربما يكون هذا بسبب انخفاض قدرة الجسم على معالجة السكريات بين عشية وضحاها.

الوجبات المتأخرة و الصحة العقلية

وأظهرت دراسة جديدة صغيرة أن الوجبات المتأخرة ليلا قد تؤثر على الصحة العقلية وتؤدي إلي زيادة الاكتئاب والقلق .
وقالت أن تناول في أوقات متأخرة يعزز احتمالية ضعف الحالة المزاجية لدى الأفراد الذين يعانون من اختلال التوازن اليومي ، مثل الأشخاص المنخرطين في العمل بنظام الورديات ، أو الذين يعانون من اضطراب الرحلات الجوية الطويلة ، أو الذين يعانون من اضطرابات إيقاع الساعة البيولوجية”.

وأشارت إلي أن عمال المصانع والمستشفيات وغيرهم الذين يضطرون للعمل بنظام الوريدات الليلية غالبًا ما يعانون من اختلال في التوافق بين” الساعة البيولوجية “المركزية في الدماغ والسلوكيات اليومية ، بما في ذلك دورات النوم / الاستيقاظ والصيام / الأكل ، و لديهم أيضًا خطر أعلى بنسبة 25٪ إلى 40٪ من الاكتئاب والقلق .

 

وقالت الدكتورة سارة تشيلابا ، المؤلفة المشاركة ، من مستشفي بريجهام: النتائج التي توصلنا إليها تفتح الباب أمام استراتيجية سلوكية جديدة للنوم / الساعة البيولوجية قد تفيد أيضًا الأفراد الذين يعانون من اضطرابات الصحة العقلية”.

“تضيف دراستنا إلى مجموعة متزايدة من الأدلة التي توصلت إلى أن الاستراتيجيات التي تعمل على تحسين النوم وإيقاعات الساعة البيولوجية قد تساعد في تعزيز الصحة العقلية.”

وقالت إنه ستكون هناك حاجة إلى مزيد من الدراسات لتحديد ما إذا كانت التغييرات في توقيت الوجبة يمكن أن تساعد الأشخاص الذين يعانون من الاكتئاب والاضطرابات المرتبطة بالقلق.
ونشرت النتائج يوم الاثنين في وقائع الأكاديمية الوطنية للعلوم.

زر الذهاب إلى الأعلى